الجراحة هي العلاج الحاسم الوحيد لفرط نشاط جارات الدرقية الأولي.
الجراحة ضرورية بوضوح في المرضى الذين يعانون من أعراض.
اذا كنت لا أعانى من أعراض ولكنى اكتشفت فرط نشاط الجار درقية بالصدفة عن طريق تحاليل الدم الدورية ، فهل ما زلت احتاج الى الجراحة؟
تشمل دواعي الجراحة في المرضى “بدون أعراض”. أحد الشروط الآتية:
- ارتفاع كبير في الكالسيوم في الدم اكثر من١ ملج / ديسيلتر فوق الحد الأعلى الطبيعي.
- اكتشاف وجود هشاشة العظام الشديدة وهى تظهر اما بانخفاض كثافة الكالسيوم في العظام والتي تعرف اما بعمل تصوير DEXA أو بحدوث كسور بالعظام بسبب إصابات طفيفة.
- اكتشاف وجود حصوات الكلى أو ترسب الكالسيوم (تكلس) بالكلى وذلك عن طريق الاشاعات او الموجات الفوق صوتية.
- انخفاض وظيفة الكلى (تصفية الكرياتينين creatinine clearance أقل من ٦٠ سم مكعب / دقيقة).
- ارتفاع الكالسيوم في البول (اكثر من ٤٠٠ مجم في بول ٢٤ ساعة).
- العمر اكبر من ٥٠ عام.
أنواع استئصال الجار درقية في حالات فرط النشاط الأولي
يعتمد هذا القرار على سبب فرط النشاط.
- في اغلب الحالات يكون السبب هو حدوث ورم حميد Adenoma في واحدة أو اكثر. الحل هنا هو استئصال الغدة (الغدد) المصابة.
- في حالات قليلة يكون السبب هو فرط التنسج Hyperplasia والذي يصيب الاربعة غدد. الحل هنا إما استئصال ثلاثة ونصف غدد وترك نصف غدة في موضعها بالرقبة ، و إما استئصال الأربعة غدد وزرع نصف غدة في عضلات الساعد. والحل الأخير يسهل الوصول اليها في حال أصيب الجزء المتبقي بفرط النشاط مرة أخرى.
- في الحالات النادرة التي يكون السبب فيها هو سرطان الجار درقية فإن الحل هنا هو استئصال الواسع الذي يتضمن بالإضافة للورم الخبيث للغدة الدرقية والغدد الليمفاوية بالرقبة.
في الحالات الغالبة التي يكون السبب فيها هو وجود ورم حميد هل هناك أنواع مختلفة من العمليات؟
نعم يوجد نوعان من العمليات لهذه الحالات الشائعة.
- الجراحة التقليدية التي يتم فيها استكشاف الغدد علي الجانب الأيمن والايسر ولذا تسمى أيضا استكشاف الغدد الأربعة. يتطلب استكشاف الجانبين عمل شق عرضي بمقدمة الرقبة طوله حوالي ٧سم. يسمح هذا للجراح بتحديد ما إذا كان هناك جارات درقية واحدة غير طبيعية ، أو إذا كانت أكثر من واحدة من الغدد جارات الدرقية غير طبيعية. وقد أثبتت هذه الطريقة بمرور الوقت نجاحاً كبيراً حيث بلغت معدلات الشفاء ٩٥٪ أو أكثر عند إجرائها بواسطة جراح متمرس.
- الجراحة المركزة و تسمى أيضا الاستكشاف أحادي الجانب. تجرى هذه الطريقة لاستئصال غدة جار درقية واحدة غير طبيعية (او غدتين على نفس الجانب) من خلال شق صغير يبلغ طوله حوالى ٣سم. ولكن يتطلب هذا النوع من الجراحة أن التصوير قبل الجراحة قد حدد موقع الغدة الغير طبيعية. معدل الشفاء باستخدام هذا النهج هو نفسه بالنسبة للاستكشاف الثنائي عندما يتم اختيار المرضى بعناية ويكون الجراح من ذوي الخبرة في جراحة الغدة الجار درقية. تشمل مزايا الاستكشاف المركز ندبة أصغر إلى حد ما ، ووقت أقصر للعملية ، ومشاكل أقل مع انخفاض الكالسيوم بعد الجراحة.
كيف يضمن الجراح أنه قد استأصل الغدة المصابة ولم يترك بالجسم غدة مصابة أخرى تسبب استمرار المرض بعد العملية؟
يستخدم قياس هرمون الغدة الجار درقية أثناء الجراحة (IOPTH) لإثبات أن استئصال الغدة الجار درقية غير الطبيعية يؤدي إلى الشفاء.
يتضمن IOPTH اختبار مستوى الهرمون الجار درقي للمريض أثناء العملية، وذلك قبل وبعد إزالة الغدة الجار درقية المشتبه بها. يتحلل الهرمون الجار درقي في اقل من خمسة دقائق ، مما يسمح للجراح بتحديد ما إذا كان استئصال الغدة المصابة كافيا للشفاء ام لا. فإذا حدث انخفاض إلى أقل من النصف في مستوى الهرمون الجار درقي بعد استئصالها بخمسة دقائق تعتبر العملية ناجحة. أما إذا ظل مستوى الهرمون الجار درقي مرتفعًا ، يحتاج الجراح إلى إجراء استكشاف دقيق لجميع الغدد الجار درقية الأربعة في مواقعها المعهودة و غير المعهودة في الرقبة و في الجزء العلوي من تجويف الصدر بحثا عن غدة أخرى متضخمة ومفرطة النشاط.